حامد حموده عميد أعضاء المنتدى
عدد المساهمات : 477 عضو نشيط : 59479 الرتبة : 5 28/06/1976 تاريخ التسجيل : 15/04/2009 48 الموقع : https://hamodaeltony.ahladalil.com/index.htm
| موضوع: علوم القرآن..أسباب النزول .. سورة البقرة .. الجزء الأول الأحد فبراير 14, 2010 7:48 am | |
| قوله تعالى : ( من كان عدوا لله وملائكته ) الآية [ 98 ] .
40 - أخبرنا أبو بكر الأصفهاني ، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ ، حدثنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثني علي بن مسهر ، عن داود ، عن الشعبي ، قال : قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة ، فأعجب من موافقة القرآن التوراة ، وموافقة التوراة القرآن . فقالوا : يا عمر ما أحد أحب إلينا منك ، قلت : ولم ؟ قالوا : لأنك تأتينا وتغشانا ، قلت : إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضا ، وموافقة التوراة القرآن ، وموافقة القرآن التوراة . فبينا أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف ظهري ، فقالوا : هذا صاحبك فقم إليه . فالتفت إليه فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قد دخل خوخة من المدينة ، فأقبلت عليهم فقلت : أنشدكم الله وما أنزل عليكم من كتاب ، أتعلمون أنه رسول الله ؟ فقال سيدهم : قد نشدكم بالله فأخبروه . فقالوا : أنت سيدنا فأخبره . فقال سيدهم : إنا نعلم أنه رسول الله ، قال : قلت : فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله ، ثم لم تتبعوه . قالوا : إن لنا عدوا من الملائكة ، وسلما من الملائكة . فقلت : من عدوكم ؟ ومن سلمكم ؟ قالوا : عدونا جبريل ، وهو ملك الفظاظة والغلظة ، والآصار والتشديد . قلت : ومن سلمكم ؟ قال : ميكائيل ، وهو ملك الرأفة واللين والتيسير . قلت : فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل ، وما يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل ، فإنهما جميعا ومن معهما أعداء لمن عادوا ، وسلم لمن سالموا .
ثم قمت فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فاستقبلني فقال : يا ابن الخطاب ، ألا أقرئك آيات أنزلت علي قبل ؟ قلت : بلى . قال : فقرأ : " ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه ) الآية حتى بلغ : ( وما يكفر بها إلا الفاسقون ) " . قلت : والذي بعثك بالحق نبيا ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود ، فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر . قال عمر : فلقد رأيتني أشد في دين الله من حجر .
41 - وقال ابن عباس : إن حبرا من أحبار اليهود من " فدك " يقال له : عبد الله بن صوريا ، حاج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسأله عن أشياء ، فلما اتجهت الحجة عليه قال : أي ملك e]ص: 18 ] يأتيك من السماء ؟ قال : جبريل ، : ولم يبعث الله نبيا إلا وهو وليه . قال : ذاك عدونا من الملائكة ، ولو كان ميكائيل [ مكانه ] لآمنا بك ، إن جبريل ينزل بالعذاب والقتال والشدة ، وإنه عادانا مرارا كثيرة ، وكان أشد ذلك علينا أن الله أنزل على نبينا : أن بيت المقدس سيخرب على يدي رجل يقال له : بختنصر ، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه ، فلما كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل في طلب بختنصر ليقتله ، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلاما مسكينا ليست له قوة ، فأخذه صاحبنا ليقتله ، فدفع عنه جبريل ، وقال لصاحبنا : إن كان ربكم الذي أذن في هلاككم فلن تسلط عليه ، وإن لم يكن هذا فعلى أي شيء تقتله ؟ فصدقه صاحبنا ، ورجع إلينا ، وكبر بختنصر وقوي ، وغزانا وخرب بيت المقدس ، فلهذا نتخذه عدوا . فأنزل الله هذه الآية . 42 - وقال مقاتل : قالت اليهود : إن جبريل عدونا ، أمر أن يجعل النبوة فينا ، فجعلها في غيرنا . فأنزل الله هذه الآية .
قوله تعالى : ( ولقد أنزلنا إليك آيات بينات ) .
43 - قال ابن عباس : هذا جواب لابن صوريا حيث قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه ، وما أنزل عليك من آية بينة بها . فأنزل الله هذه الآية . قوله تعالى : ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ) الآية [ 102 ] .
44 - أخبرنا محمد بن عبد العزيز القنطري ، أخبرنا أبو الفضل الحدادي ، أخبرنا أبو يزيد الخالدي ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا جرير ، أخبرنا حصين بن عبد الرحمن ، عن عمران بن الحارث قال : بينما نحن عند ابن عباس إذ قال : إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء ، فيجيء أحدهم بكلمة حق ، فإذا جرب من أحدهم الصدق كذب معها سبعين كذبة ، فيشربها قلوب الناس . فاطلع على ذلك سليمان فأخذها فدفنها تحت الكرسي ، فلما مات سليمان قام شيطان بالطريق فقال : ألا أدلكم على كنز سليمان الممنع الذي لا كنز له مثله ؟ قالوا : نعم ، قال : تحت الكرسي ، فأخرجوه فقالوا : هذا سحر . فتناسخته الأمم ، فأنزل الله تعالى عذر سليمان ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ) .
44 م - وقال الكلبي : إن الشياطين كتبوا السحر والنيرنجيات على لسان آصف : هذا ما علم آصف بن برخيا سليمان الملك ، ثم دفنوها تحت مصلاه حين نزع الله ملكه ، ولم يشعر بذلك سليمان; فلما مات سليمان استخرجوه من تحت مصلاه ، وقالوا للناس : إنما ملككم سليمان بهذا فتعلموه . فأما علماء بني إسرائيل فقالوا : معاذ الله أن يكون هذا علم سليمان . وأما السفلة فقالوا : هذا علم سليمان ، وأقبلوا على تعلمه ، ورفضوا كتب أنبيائهم . ففشت الملامة لسليمان ، فلم تزل هذه حالهم حتى بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله عذر سليمان على لسانه ، وأظهر براءته مما رمي به ، فقال : ( واتبعوا ما تتلو الشياطين ) الآية .
e]ص: 19 ] 45 - أخبرنا سعيد بن العباس القرشي كتابة : أن الفضل بن زكرياء ، حدثهم عن أحمد بن نجدة ، أخبرنا سعيد بن منصور ، حدثنا عتاب بن بشير ، أخبرنا خصيف قال : كان سليمان إذا نبتت الشجرة قال : لأي داء أنت ؟ فتقول لكذا وكذا . فلما نبتت شجرة الخرنوبة قال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لمسجدك أخربه قال : تخربينه ؟ ! قالت : نعم ، قال : بئس الشجرة أنت . فلم يلبث أن توفي ، فجعل الناس يقولون في مرضاهم : لو كان [ لنا ] مثل سليمان . فأخذت الشياطين فكتبوا كتابا فجعلوه في مصلى سليمان وقالوا : نحن ندلكم على ما كان سليمان يداوي به . فانطلقوا فاستخرجوا ذلك [ الكتاب ] فإذا فيه سحر ورقى . فأنزل الله تعالى : ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ) إلى قوله : ( فلا تكفر ) .
46 - قال السدي : إن الناس في زمن سليمان اكتتبوا السحر فاشتغلوا بتعلمه ، فأخذ سليمان تلك الكتب [ وجعلها في صندوق ] فدفنها تحت كرسيه ، ونهاهم عن ذلك . فلما مات سليمان وذهب [ الذين ] كانوا يعرفون دفنه الكتب ، تمثل شيطان على صورة إنسان ، فأتى نفرا من بني إسرائيل فقال : هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا ؟ قالوا : نعم ، قال : فاحفروا تحت الكرسي ، فحفروا فوجدوا تلك الكتب ، فلما أخرجوها قال الشيطان : إن سليمان كان يضبط الجن والإنس والشياطين والطير بهذا ، فاتخذ بنو إسرائيل تلك الكتب ، فلذلك أكثر ما يوجد السحر في اليهود . فبرأ الله عز وجل سليمان من ذلك وأنزل هذه الآية .
| |
|