hamoda عميد أعضاء المنتدى
عدد المساهمات : 155 عضو نشيط : 61275 الرتبة : 0 تاريخ التسجيل : 04/05/2008 الموقع : hamodaeltony.ahladalil.com
| موضوع: سلسة هذه هي زوجتي2 الخميس مايو 07, 2009 9:28 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلسة هذه هي زوجتي وهذه جملة من أحوال نساء سلف هذه الأمة الزاهدات، عسى أن تجد الزوجة الصالحة منهن القدوة والمثل: § عن ثوبان قال: دخل رسول الله r على فاطمة وأنا معه، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب، فقالت: هذه أهداها لي أبو الحسن. فقال: "يا فاطمة أيسرك أن يقول الناس: هذه فاطمة بنت محمد وفي يدها سلسلة من نار" ثم خرج. فاشترت بالسلسلة غلامًا فأعتقته، وهذا يبين لنا زهدها في متاع الدنيا. § وعن عطاء أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله عنها بقلادة مائة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين. § وعن عروة رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها، أنها تصدقت بسبعين ألفًا، وإنها لتُرقع جانب درعها. § وذكر سفيان الثوري لعبد الله بن المبارك، أن امرأة بالكوفة يقال لها أم حسان كانت ذات اجتهاد وعبادة. قال: فدخلنا بيتها فلم نر فيه شيئًا غير قطعة حصير خَلْق. فقال لها الثوري: لو كتبتِ رقعة إلى بعض بني أعمامك لغيَّروا من سوء حالك. فقالت: يا سفيان، قد كنت في عيني أعظم، وفي قلبي أكبر منذ ساعتك هذه! إني ما أسأل الدنيا مَنْ يقدر عليها ويملكها ويحكم فيها، فكيف أسأل من لا يقدر عليها ولا يقضي ولا يحكم فيها؟! يا سفيان، والله ما أحبُّ أن يأتي عليَّ وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله تعالى بغير الله. فأبكت سفيان. § عابدة من الكوفة، كانت لا تنام من الليل إلا يسيرًا، فعوتبت في ذلك فقالت: كفى بالموت وطول الرقدة في القبور للمؤمنين رقادًا. § وروى أبو بكر بن عبيد قائلاً: وكانت تصوم في شدة الحرِّ حتى يتغير وجهها، فيقال لها في ذلك فتقول: إنما أضر على طول الريّ والشِّبع في الآخرة. § وروى أحمد بن سهل الأزدي عن زجلة العابدة مولاة معاوية: عندما طلب منها الرفق بنفسها فقالت: ما لي وللرفق بها؟ فإنما هي أيام مبادرة، فمن فاته اليوم شيءٌ لم يدركه غدًا. والله يا إخوتاه لأصلِّيَنَّ ما أقلَّتني جوارحي، ولأصومنَّ له أيام حياتي، ولأبكين له ما حملت الماء عيناي. ثم قالت: أيكم يأمر عبده بأمر فيحب أن يقصِّر فيه؟ § وتنتبه عمرة امرأةُ حبيب العجمي ليلة وهو نائم، فتنبهه وتقول له: قم يا رجل فقد ذهب الليل وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ونحن قد بقينا. § ذكر نوح الأسود أن امرأة كانت تأتي مجلس أبي عبد الله البراثي، فتجلس تسمع كلامه، ولا تكاد تتكلم ولا تسأل عن شيء، فقال لها أحدهم ذات يوم: لا أراك يرحمك الله تتكلمين ولا تسألين عن شيء؟ فقالت: قليلُ الكلام خيرٌ من كثيره إلا ما كان من ذكر الله، والمنصتُ أفهم للموعظة، ولن ينصحك امرؤ لا ينصح نفسه. وجملة الأمر يا أخي: إن أردت الله بطاعة أرادك الله برحمة، وإن سلكت سُبل المعرضين فلا تلم إلا نفسك إذا صرت غدًا في زمرة الخاسرين. § وكانت ردة الصريمية إذا قيل لها: كيف أصبحتِ؟ تقول: أصبحنا أضيافًا منتجعين بأرض غربة ننتظر إجابة الداعي. § ويسأل ذو النون المصري إحدى عابدات جبال الشام: حدثيني ما الغنى؟ قالت: الزهد في الدنيا. § وروى أبو بكر الهذلي قال: كانت عجوز من بني عبد القيس متعبدة، فكانت تقول: عاملوا الله على قدر نعمه عليكم وإحسانه إليكم، فإن لم تطيقوا فعلى قدر ستره، فإن لم تطيقوا فعلى الحياء منه، فإن لم تطيقوا فعلى الرجاء لثوابه، فإن لم تطيقوا فعلى خوف عقابه. وتقول: إن القلب القاسي إذا جفا لم يلِّينه إلا رسومُ البلى، وكأني أنظر إلى أهل القبور وقد خرجوا من بين أطباقها، وإلى تلك الوجوه المتعفرة، وإلى تلك الأجسام المتغيرة، فيا له من منظر كربة لو أشرَبَه العباد قلوبهم، ما أثكل مرارته للأنفس، وأشَّد إتلافه للأبدان([1]). فيا من خلت قلوبهن إلا من ذكر الله ودعائه والانشغال بعبادته. يا من رأين الذنوب الصغيرة جبالاً تكاد تقع عليهن، لأنكن أدركتن جلال الله وعظمته. يا من ملأ الإيمان قلوبهن وأفاض على جوارحهن، فأردن صحبة أخوات لهن ممن مضى أثرهن. يا من تسألن عن أخبار نساء مؤمنات زاهدات، فتتبعن سيرتهن لتلتقطن دُرَرَ أقوالهن، وتستشعرن في قلوبكن جمال سيرتهن، وترين في ذلك مواساة، بل قوة لكن في المضي في استقامتهن وعبادتهن. هذه كانت بعض أخبار صفوة النساء من العابدات الزاهدات، أفليس فيهن القدوة لَكُنَّ؟ أليس منهن المثل الأعلى؟ إذن فتدبرن حالكن يا إماء الله. للموضوع بقية نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد | |
|