السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني
حياكم الله جميعا أينما حللتم .. وطبتم وطاب ممشاكم ورزقنأ وأياكم جميعا من الجنة نزلا ..
وحياكم الرحمن وبيكم وجعل جنان الخلد مأواكم ومثواكم
جعلني الرحمن فداكم ووهبني رضاكم
أخواني الانصار أنصار الجهاد
أقدم لكم هذا العمل الجماعة
نبدأ باذن الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :
الدرس الأول: مدخل لدراسة العقيدة (1)
الدين ينقسم إلى اعتقادات وعمليات (أركان الإسلام).
تعريف العقيدة:
العقيدة في اللغة: كلمة عقيدة مأخوذة من العقد والربط والشدة بقوة.
العقيدة في الشرع: هو الإيمان الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وبكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة من أصول الدين إذن العقيدة تقابل أركان الإيمان.
العقيدة عند علماء النفس: هو كل ما عقد في النفس ويصعب فكه ويصدر عنه فعل لا إرادي.
أهمية علم العقيدة:
أهمية علم العقيدة تظهر لنا في تعريف العقيدة عند علماء النفس إذ أننا نفهم منه أن سلوكيات الفرد تكون نتاج ما يعتقده (تصرفاتنا فرع من تصوراتنا).
فإذا كانت دوافع الفرد وإدراكاته (عقيدته) سليمة وصحيحة كانت سلوكياته وتصرفاته سليمة والعكس بالعكس، لذلك العقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين وتصح به الأعمال أي الأعمال موقوفة على الاعتقاد صحةً وفسادًا.
موضوعات علم العقيدة في الشرع:
العقيدة بمفهوم أهل السنة والجماعة: اسمُ عَلَم على العِلم الذي يدرس ويتناول جوانب التوحيد، والإيمان والإسلام، وأمور الغيب، والنبُّوات، والقَدَر، والأخبار، وأصول الأحكام القطعية، وما أجمع عليه السَّلف الصالح من أمور العقيدة، كالولاء والبراء، والواجب تجاه الصحابة وأمهات المؤمنين.ويدخل في ذلك الرد على الكفار والمبتدعين، وأهل الأهواء، وسائر المِلل والنِّحل، والمذاهب الهدَّامة، والفِرق الضالَّة، وهذا مجمل اعتقاد أهل السنّة والجماعة.
المبحث الثاني:
ألقاب وأسماء علم العقيدة:
أولاً: ألقاب وأسماء علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة:
لِعلمِ العقيدة عند أهل السنة والجماعة ألقاب وأسماء ترادفه وتدلُّ عليه، فمن ذلك ما يلي:
العقيدة: -كما مر- والاعتقاد والعقائد: فيُقال: عقيدة السلف، وعقيدة أهل السنة والجماعة، وعقيدة أهل الحديث.
التوحيد: وهو مصدر وحدَّ يوحد توحيدًا، أي جَعَلَ الشيء واحدًا.
فالتوحيد في اللغة: هو الحُكم بأنَّ الشيء واحد.
وفي الاصطلاح: هو توحيد الله وإفراده بما يستحق من الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات.
وسُمِّي علمُ العقيدة بالتوحيد، من باب تسمية الشيء بأشرف مباحثه، ومن باب التغليب.
السنَّة: السنَّة في لغة العرب: هي الطريقة والسيرة.
أمَّا في الشَّرع، فتطلق على عدة معانٍ، تختلف باختلاف ما وُضِعتْ له، فتُطلق على عِلم الحديث وتُطلق على المباح، إلى غير ذلك.
أمَّا سبب تسمية علم العقيدة بالسنَّة، فهو إتِّباع أصحابها لسنَّة النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، فأصبح ذلك الاسم شِعارًا لأهل السنَّة .
الشريعة: يُقال: الشريعة والشرعة، وهي ما سنَّ اللهُ من الدِّين وأَمَرَ به، كالصوم، والصلاة، والحج، والزكاة.
فالشريعة إذًا هي ما شَرَعَه اللهُ ورسولُه من سُنَنِ الهُدى، وأعظمها مسائل العقيدة والإيمان.
كلمة الشريعة ككلمة السنَّة، تُطلق على معانٍ متعدِّدة:
1- تُطلق على ما أنزله اللهُ على أنبيائه من الأمور العِلمية والعَملية.
2- تُطلق على كل ما خصَّ الله به كل نبيٍّ من الأحكام لأمَّته.
3- تُطلق أحيانًا على ما شرعه اللهُ لجميع الرُّسل من أصول الاعتـقاد، والطاعة، والبِر.
4- تُطلق بخاصّة على العقائد التي يعتقدها أهل السنَّة من الإيمان.
الإيمان: يُطلق على علم العقيدة ، ويشمل سـائر الأمور الاعتقادية.
أصول الدين أو أصول الديانة: فأصول الدين هي أركان الإسلام، وأركان الإيمان، وسائر الأمور الاعتقادية
وقال بعضُهم: الأسلم أن يُقال عقيدة وشريعة، أو المسائل العِلمية والمسائل العَملية، أو العِلميات والعَمليات.
ثانيًا: ألقاب وأسماء علم العقيدة عند غير أهل السنة والجماعة:
علم الكلام : وهذا الإطلاق يُعرف عند سائر فِرق المتـكلِّمة، كالمعتزلة، والأشاعرة، ومَن نحوهم.
وتسمية عِلم العقيدة بعلم الكلام تسميةً خاطئة، لأنَّ علمَ الكلام مصدره عقول البشر، والتوحيد مصدره الوحي.
وعلم الكلام حيرةٌ، واضطرابٌ، وجهلٌ وشكٌّ، ولهذا ذمَّه السَّلف. والتوحيد علمٌ، ويقينٌ، وإيمانٌ.
الفلسفة: وهذا الاصطلاح – أيضًا – يُطلق خطأً على علم التوحيد والعقيدة. فهذا الإطلاق لا يجوز، لأنَّ الفلسفة – مبناها على الأوهام، والأباطيل، والعقليات الخيالية، والتصورات الخرافية.
التصوُّف: وهذا الإطلاق يُعرف عند بعض المتصوِّفة، والفـلاسفة، والمستشرقين. وهو إطلاق مبتدَع، لأنه ينبني على شطحات المتصوفة وخرافاتهم في العقيدة.
الإلهيات: ويُعرف عند أهل الكلام، والمستشرقين، والفلاسفة، كما يسمَّى بعِلم اللاهوت.
الميتافيزيقيا: (ما وراء الطبيعة) ويعرف عند الفلاسفة، والكتَّاب الغربيين، ومَن نحا نحوهم. وكل أناس يعتقدون دينًا يدينون به، يسمونه دينًا وعقيدةً.
المبحث الثالث:
أهل السنة والجماعة:
أولاً: تعريف السنَّة:
السنَّة في اللغة: هي الطريقة والسيرة.
السنَّة في اصطلاح علماء العقيدة: هي الهدي الذي كان عليه الرسولُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأصحابُه عِلمًا واعتقادًا وقولاً وعَملاً، وهي السنَّة التي يجب إتِّباعها، ويُحمدُ أهلها، ويذمُّ مَن خالفهما. وتُطلق السنَّة على سنن العبادات، والاعتقادات.
ثانياً: تعريف الجماعة:
تعريف الجماعة في اللغة: الجماعة في اللغة مأخوذة من مادة (جمع) وهي تدور حول (الجمع، والإجماع، والاجتماع) وهو ضدُّ التفرُّق.
الجماعة في اصطلاح علماء العقيدة: هم سلف الأمَّة من الصحابة والتابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وهم الذين اجتمعوا على الحقِّ الصريح من الكتاب والسنَّة.
أهل السنة والجماعة وسبب تسميتهم بذلك :
* أهل السنة والجماعة: هم مَن كان على مثل ما كان عليه النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -وأصحابُه - وهم المتمسكون بسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وهم الصحابة والتابعون وأئمة الهُدى المتَّبعون لهم.
* سبب تسميتهم بذلك: سُمُّوا بذلك لانتسابهم لسنَّة النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، واجتماعهم على الأخذ بها ظاهرًا وباطنًا، في القول والعمل والاعتقاد.